نوارة نجم
ههههههههههههههههههه، آآآآآه، ربنا يسعده يا رب، وزير المالية، د. يوسف بطرس غالي. قال لك إن الوزارة تعمل جاهدة علي نشر ثقافة الفواتير تمهيدا لاستخدام الماكينات التي تغني عن الفواتير، وكل ذلك بسبب سعي الوزارة لرفع المعاناة عن كاهل المواطن. لالالا استني، ده لسه قايل درر:
قال إن وزارة المالية تخفف العبء عن كاهل المواطن، وإنها تعمل علي الحفاظ علي حقوقه (أيوه، اللي هي إيه بقي عشان أنا تهت والنبي)، والدليل علي ذلك أنها خفضت التعريفات الجمركية، والضرائب، وحافظت علي العلاوات، ورفعت المعاشات التي وصلت إلي 300%، وجرمت عدم إصدار الفواتير.. ثم ظل يتحدث عن الفواتير بقية اليوم، وكيف أن نشر ثقافة الفواتير عمل وطني، وأنه خطوة أولي نحو التقدم والميكنة، وأن هناك خطًا ساخنًا للفواتير، وأن البياع لزمن ولابد يطلع فاتورة، وأن الفاتورة يجب أن تتضمن اسم الشركة، أو المهنة، ورقم السجل التجاري، ورقم الملف الضريبي، وأن الفاتورة يجب أن تكون مطبوعة، وأن المواطن يجب أن يساعد وزارة المالية ويحتفظ بالفاتورة، والست اللي تحتفظ بالفاتورة تبقي شاطرة وأمورة، والحياة ما هي إلا فاتورة كبيرة، والتطور الطبيعي لنظرية داروين أن الإنسان أصله فاتورة، وفاتورتك في جيبك، سجايرك معاك، ولاعتك، إنت كده مأمن نفسك، فالفاتورة هي البوابة الحقيقية للرخاء والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
سأضطر لبعثرة برستيجي الغالي لأخبر الدكتور يوسف فاتورة أنني موظفة محترمة، تغيبت عن العمل لأن حقيبتي لم يكن فيها سوي ثلاثة جنيهات، وسيارتي لم يكن فيها نقطة بنزين، هكذا ببساطة: مش معايا فلوس أروح الشغل. كما أنني من هنا وجاي سأطالب محطة البنزين بتسليمي فاتورة لإثبات أنني طلبت من عامل البنزينة: لو سمحت حط لي بخمسة جنيه بنزين.
سأوصي زملائي في العمل بأن يعلقوا علي «كاهلهم» فواتير المدارس، والطعام، والملابس، والإيجار، والكهرباء، والمواصلات، التي قطعوا شعورهم لأنهم لا يستطيعون تسديدها بسبب تأخر مستحقاتهم المالية لثلاثة وأربعة أشهر. كما أنه من الواجب علي العمال النائمين في الشوارع في كل مكان أن يبرزوا فواتير البطاطين التي يلتحفون بها في المساء علي الأرصفة.
كفاية بقي... كفاية، عايزين نفوق كده ونبدأ حملة الفواتير علنا ننقذ ما يمكن إنقاذه. أنا عايزاك لما ابنك يصبح عليك تمضيه علي فاتورة. سيدتي، حين تعدين الغداء لعائلتك، عليك أن تجهزي فواتيرك لضمان ألا يستهبلك أحد أفراد الأسرة ويدعي أنه مازال جائعا. عزيزي الطفل المشرد الذي يلعب الكرة في الشارع، بداية من هذه اللحظة، كل جون بفاتورة. السيد المواطن ساكن العشوائيات، كل طفحة مجاري بفاتورة. السيد العامل المشرد المحترم، كل اعتصام بفاتورة. السيد الموظف الجبان الذي تتأخر مستحقاته المالية ويرفض الاعتصام خوفا من الفصل، حضورك بفاتورة، وانصرافك بفاتورة لو سمحت. كل واحد يعرف حقه ومستحقه بقي، خلينا نتقدم ونتطور وكفايانا تخلف. العيال الملاحيس نشطاء الإنترنت.. أين أنتم من حملة «معا من أجل الفاتورة»؟ وللا بس فالحين تتكلموا عن السلبيات!
بعد قراءة الخبر، قرأت التعليقات فوجدت إحدي المعلقات باسم ماري يونان قد أوجزت وأنجزت قائلة: الراجل ده ينبوووووووووع حنان.